سورة التوبة - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (التوبة)


        


قوله عز وجل {اشْتَرَواْ بَئَايَاتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً} في آيات الله تعالى ها هنا وجهان:
أحدهما: حججه ودلائله.
والثاني: آيات الله التوراة التي فيها صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والثمن القليل: ما جعلوه من ذلك بدلاً. وفي صفته بالقليل وجهان:
أحدهما: لأنه حرام، والحرام قليل.
والثاني: لأنها من عروض الدنيا التي بقاؤها قليل.
وفيمن أريد بهذه الآية قولان:
أحدهما: أنهم الأعراب الذين جمعهم أبو سفيان على طعامه، وهذا قول مجاهد ومن زعم أن الآيات حجج الله تعالى.
والثاني: أنهم قوم من اليهود دخلوا في العهد ثم رجعوا عنه وهذا قول من زعم أنها آيات التوراة.
{فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِهِ} يحتمل ثلاثة أوجه:
أحدها: عن دين الله تعالى في المنع منه.
والثاني: عن طاعة الله في الوفاء بالعهد.
والثالث: عن قصد بيت الله حين أحصر بالحديبيّة.


قوله عز وجل {وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُمْ مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ} أي نقضوا عهدهم الذي عقدوه بأيمانهم.
{وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ} يحتمل وجهين:
أحدهما: إظهار الذم له.
والثاني: إظهار الفساد فيه.
{فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ} فيهم ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنهم رؤساء المشركين.
والثاني: أنهم زعماء قريش، قاله ابن عباس.
والثالث: أنهم الذين كانوا قد هموا بإخراج رسول الله صلى الله عليه وسلم، قاله قتادة.
{إِنَّهُم لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ} قراءة الجمهور بفتح الألف، من اليمين لنقضهم إياها. وقرأ ابن عامر: {إِنَّهُم لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ} بكسر الألف، وهي قراءة الحسن. وفيها إذا كسرت وجهان:
أحدهما: أنهم كفرة لا إيمان لهم.
والثاني: أنهم لا يعطون أماناً.


قوله عز وجل: {وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللَّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً} فيها ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنها الخيانة، قاله قتادة.
والثاني: أنهم البطانة، قاله قطرب ومقاتل، ومنه قول الشاعر:
وجعلت قومك دون ذاك وليجة *** ساقوا إليك الخير غير مشوب
والثالث: أنه الدخول في ولاية المشركين، من قولهم ولج فلان في كذا إذا دخل فيه قال طرفة بن العبد:
رأيت القوافي يتلجن موالجاً *** تضايق عنها أن تولجها الإبر

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8